السؤال:
عمري 21 سنة وأريد أن أتزوج وبقي لي سنة في الجامعة أعمل مع والدي ولكن لا أخذ منه راتب إنما كل شي أريده يوفره لي وأنا أريد أن أكوّن نفسي خلال هذه السنة وتحدثت مع الوالد ولم يرض أن يعطيني راتب ثابت في الشهر ماذا أفعل هل أبحث عن وظيفة أخرى أم أستمر مع الوالد علمًا أن الوالد عمره 62 سنة وهو والحمد لله بصحة وعافية.
الجواب:
أخي الفاضل...
- عليك أن تتذكر دائما أن الله تعالى قد أوصى بالآباء خيرًا، وأمرنا ببرهما وطاعتهما وقرن برهما بعبادته في كثير من الآيات حيث قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. ومن أبسط حقوقهما رعايتهما وملاطفتهما وإدخال السرور عليهما وحفظهما من كل سوء خاصة عندما يتقدما في العمر.
- تذكر أيضا فضل بر الوالدين وانه مفتاح الخير في الدنيا والآخرة وانه سبب هام لدخول الجنة حيث قال صلى الله عليه وسلم رغم أنفه، رغم أنفه، من أدرك والديه احدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة.
- تأكد أن حرصك على والدك وبره لن يضيع عند الله تعالى، وسيكون ذلك سببا في إكرام الله لك، وستجني من وراءه خيرا كثيرا. ولا تنس: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم».
- عليك أن لا تنس أن تسلك أهم الأبواب لتحصل على مرادك وهو باب الدعاء، فأكثر من الاستغفار والدعاء والإلحاح على الله لقضاء حاجتك وتيسير أمرك.
- عليك أن تستخير الله كثيرا في هذا الأمر فقد لا يكون الخيرة أن تترك العمل مع والدك خاصة في هذه السنة الأخيرة من دراستك، فقد يؤثر عملك مع غير والدك على سير دراستك ولا تتمكن من التخرج في الوقت المحدد.
- ابحث بهدوء عن فرص العمل المتوفرة لك وادرسها جيدا من جميع الجوانب وقارن بين مميزاتها ومميزات العمل مع والدك، فقد يكون العمل مع والدك خير لك وأفضل.
- عليك أن تناقش والدك في هذا الأمر بجدية شرط أن تلتزم معه الهدوء والأدب، وحذار من أن تمن عليه بعملك معه.
- استمع جيدا لوجهة نظر والدك في الأمر فقد تجدها معقولة ومنطقية وتقتنع بها.
- اشرح له وجهة نظرك بالطريقة التي يفهمها هو والمنطق الذي يقتنع به، ووضح له ما تواجهه وتتعرض له من مغريات وما تخشاه على نفسك من فتن.
- أكد له انك تخشى الوقوع في الحرام، وهذا ما لن يرضاه الله تعالى، ولن يرضاه والدك.
- إذا اقتنعت بوجهة نظره فخذ بها، وتوكل على الله، وإن لم تقتنع بها، فحاول الاستعانة ببعض الأشخاص الذين يثق بهم والدك للتأثير عليه وإقناعه بوجهة نظرك.
- حاول أن تصل مع والدك إلى حل وسط يرضيكما أنتما الاثنين.
- لا تنس أن تستعين بالله وتتوكل عليه في كل خطوة تخطوها ولن تندم أبدا على قرارك بإذن الله.
الكاتب: د. سلوى البهكلي.
المصدر: موقع المسلم.